بسم الله
السلام عليكم
السلام عليكم
قصص قصيرة جداً
د مسلك ميمون
1
……………..
وجد الفقيه الجلالي نفسه في مركب صيد في عرض البحر. لاحظ
أنّ معظم البحارة لا يصلون . أقلقه ذلك فقال لهم:
لقد أضعتم نصف حياتكم. حثّهم على الصّلاة .انتفضت عاصفة قوية. ذعر الجميع. تمسكوا بالحبال خوفاً
قال بحار للفقيه : أتحسن السّباحة
؟
هزّ الفقيه رأسه نافياً ، و عيناه
جاحظتان ذعراً.
قال البحار آسفاً: لقد أضعتَ
حياتك كلّها .
2
......................
رحّب به الرّاهب و دلّه على حبل الجرس . ثمّ سأله : هل
أنتَ متعلم ؟ قال : لا . اعتذر له عن عدم
تشغيله .. وجد مبتغاه بعد ذلك في التّجارة
.. أصبح تاجراً كبيراً. أقام وليمة
للوجهاء و الأعيان ... تحدثوا و أطنبوا في فضل العلــم و الثّقافة... اغتاظ و أسرّ
في نفسه : لو كنت متعلماً لبقيت العمرَ
أقرعُ الجرس .
3
.....................
قال :إنّ ثلثي النّاس في بلدي
هكذا: قد ينقطع القطرُ ، يعمّ البلاء
و الفقرُ ، تغلا المعيشة ، تنتهي الذّخيرة ... يبكون و يتأوّهون .
و قد ينزل القطرُ ، يعمُّ
الرخاءُ و التَّمر ، تبسط المعيشة
، تكثر الذخيرة ، يبكون و يتأوّهون !!
قلت مستفسراً : و الثلث الباقي؟ !
قال : ذاك كسرٌ من الكسور ...
4
.......................
لمَّا اشتدّ عوده . قال لي
لنتسابق .
كان الطّريق طويلاً .
و الحرّ شديداً .
قلت : لنتسابق .
حين وصلت و أنفاسي تكاد
تتقطّع . كان هو في نقطة البداية،يُرتّق نعله .
5
.......................
لا أدري ما جعله يتكلم بلساني .
يحلم أحلامي ،يشفق من حالي .و كلّما خاصمني النّاس أدلى بأعذاري ....
حرت في أمــــره !!!
ولقد ساورني
الشّك في ذاتي و ذاته ، حين جاء يوماً ،
يقاسمني مَتاعي ... !!
6
.....................
كان في الشّارع العام ، قرب
المستشفى . بثياب رثّة ، و لحية كثّة . يبيع..
لا أدري ماذا كان يبيع . صوته يتناهى مجلجلا . جبينه يتفصّد عرقاً . حوله بعض النّاس ينظرونه بغرابة .ابتعدت قليلا
. ثمّ عدت أدراجي يحدوني الفضول . اقتربت أكثر فأكثر، لم أر شيئاً يباع:شاب في
مقتبل العمر، يصرخ وسط الجمع :
ـ دمي للبيع ، من يشتري دمي؟ كليتي للبيع ، من
يشتري كليتي ؟
ـ
............................................... !!!
7
.........................
لأنّني لم أرغب في إحراجه ، قلت له : إنّ لبنان
بجانب سوريا . اندهش من كلامي و قال ممتعضاً : أعجب لك يا أخي ، لماذا لا تقول : سوريا بجانب لبنان ؟
تجنباً لإحراجه قلت : ليكن ، سوريا بجانب لبنان
.
ازداد امتعاضاً و قال بحدّة : لماذا ليكن ؟ فهو كائن .
تجنباً لمزيد من الإحراج ، ورغبة في التّفاهم
قلت : فهو كائن .
نظرني مندهشاً حائراً ، متلاعباً بنظراته ، ثُمّ
قال : ما هذا الذي هو كائن ؟!
ــ
...............................................؟!
8
.........................
كان يحدثنا كثيراّ عن حسن السّلوك . كنّا صغاراً لا نفهم ذلك.
قال
لنا يوماً : معلّمكم هذا هو السّلوك.ازداد الأمر اضطراباً وغموضاً.
في البيت : قال عمّي لأبي و هو يحاوره : انتهى
السّلوك الطّيب ومات .
اندهشت، قلت لزميلي : غداً عطلة .
قال:
إلى متى ؟ !
قلت : إلى أن يأتينا سلوك جديد .
9
.......................
حين قالوا عنه إنّه أحمق.قلت كيف يكون أحمق و
هو يحبّني ؟ تركوني، انصرفوا . أمّا هو ظل ينظرني ببراءة و يبتسم . جاء بلحام مشتعل . قلت
ماذا تريد بهذا ؟
قال مبتسماً بسمته البلهاء: يريدون فرقتنا .. أنا
..أنا أريد لحمتنا .
هربت من نار لحامه المتأججة صارخاً : أحمق ..
أحمق ..
نظرني و قد غابت بسمته ، ثمّ قال : حتّى أنت
..؟!
10
...........................
دخل الشيخ المعطاوي الطائرة ، ألقى نظرة على
الأرائك المملوءة ، لفت انتباهه مقعد في المقدمة ، جلس وغطّ في نوم . نبهته
المضيفة أنّ مقعده في الدرجة الثّانية ، تفحّص المقاعد، ثمّ أصرّ أن يبقى في
المقدمة، عادت ونبهته أنّ المقاعد مرقّمة
حسـب درجتين ، لم يكترث، تدخل شاب
في الجوار،همس في أذنه , فهبّ الشيخ ضاحكاً إلى الدرجة الثانية. اندهشت المضيفة، وشوش
الشّاب:قلت له فقط ، مقاعد المقدمة، خاصّة بالعزاب .
د مسلك ميمون
ملحوظة: لا أضع عناوين لقصصي القصيرة جداً و أترك ذلك
لنباهة القارئ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق